الأحد، 31 مايو 2009


وما نصرالله..إلا شيخا هاج من قمم..

ماذا بإمكانها أن تفعل اليوم دويلة الكيان الصهيوني ـ بعد أن تم تمريغ أنف صفوة الصفوة من جنودها في تراب قرى " بنت جبيل( هذه بنت فماذا لوكانت إبنا؟) ومارون الرأس ( مرفوعة الرأس أو ما رأوا الرأس ) وعيترون ( أي آية هارون ) وعيتا الشعب ( آيتا الشعب).. تلك القرى التي تربعت على عرش إحدى القمم المنيرة في تاريخ العرب والمسلمين.. كالأوراس وبوزقزة وفلاوسن وبوكحيل وجرجرة والبيبان في الجزائر.. وأم قصر.. في حرب الخليج الثالثة ـ بعد ثلاث وثلاثين يوما من الممانعة والمقاومة؟ أتعمد إلى ضرب لبنان برأسها النووي؟ فإن ارتكبت تلك الحماقة غيرالمحسوبة - حتى لو كانت قنبلة محلية محدودة- فقد تقضي على نفسها بنفسها.. من جراء انتشار الغبارالنووي في محيط المشرق العربي، أم تعترف بهزيمتها النكراء وقد شهد العالم بأسره، أنها لم تستطع منازلة أسود حزب الله في ميدان الوغى.. على الرغم من كل محاولات تنفيذ خطط جنرالاتها الذين ألفوا حصد نتائج نصرحروبهم العدوانية بواسطة قصف طيرانهم المتفوق والأعمى ..أليسوا هم أحفاد ماسو ولاكوست وبيجار في الجزائر هؤلاء الذين لم يفلحوا هم أيضا مع " الفلاقة " الذين لم يكونوا يملكون إلا الإيمان بعدالة قضيتهم؟لقد اكتسبت المقاومة اللبنانية الحرب.. وبكل المقاييس، الإعلامية والنفسية والعسكرية، فلا الانتقام من الأبرياء من الأطفال والنساء واللاجئين.. قانة الثانية وعيترون والقاع.. ولا التدمير الشامل للبنى التحتية للدولة اللبنانية بكاف، لاسترداد " شرف" جيش الكيان الصهيوني المنتهك عرضه.. والمفضوضة بكارته، من قبل جنود حزب الله .. ولا الكذب الممارس على شاشات قنوات العالم.. ولا الهدنة المؤقتة التاكتيكية ولا القصف الجوي المركز على البنى التحتية للاقتصاد والأحراش والأبرياء.. بقادرين على استعادة هيبة جيشها المدجج بأحدث أسلحة الدمارالأمريكية.. ولا الضغط الديبلوماسي المساند للعدوان على شعب أعزل، عار من أية تغطية أومقاومة جوية ردعية ومن أية مؤازرة لوجيستيكية عربية .. فلا طائرات تقلع من مطارات عواصم عربية.. حاملة المؤونة والذخيرة الحربية،.. بل إننا نرىعلى العكس من ذلك تماما، فحتى أقرب الناس إلى حزب الله والمقاومة اللبنانية دما وتاريخا ودينا ولغة، أضحوا إلى جانب المعتدي ، موفرين له غطاء سياسيا كافيا للاستمرار في عدوانه..وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * على المرء من وقع الحسام المهند.وكأني بالشيخ حسن نصر الله قد كان على دراية تامة، بتلك التصريحات والوقفات المخزية الصادرة عن بني جلدته.. وهو القائل قبل بدء المنازلة: لا نريد قلوبكم ولا مساندتكم ، فقط .." فكوا عنا " ومع ذلك لم يكتف هؤلاء - وغيرهم من الذين فضحتهم تصريحات القادة الصهاينة - بالصمت الذي كان العرب والمسلمون عموما منذ زمان ينددون به .. وقد أضحوا اليوم يحبذونه.. " فكوا عنا " يعني بالفصيح الشعبي دعونا وشأننا فنحن قادرون على " شقانا " وبعد أن أثبتت المقاومة نديتها وتفوقها على عدوها بضرب وتحطيم بارجتين حربيتين إسرائيليتين وتدمير أكثر من ثلاثين دبابة ومدرعة وحاملة جند وجرافة.. ها هي آلة الديبلوماسية تعمل عملها لسلب ومحاولة امتصاص نتائج النصر لتجريد المقاومة الإسلامية من كل ما يمكن أن يستثمر فيما بعد على مستوى الجبهات العربية النائمة ، تلك الجبهات التي رضيت بالهوان واختارت الاستسلام خيارا استراتيجيا.. تاركة قضيتها الأولى، فلسطين بين أحضان الصهاينة.. القضية التي ناضلت من أجلها سنين طويلة.. وتلقت من أجل تحرير جزء من أراضيها الهزيمة تلو الهزيمة.. لقد عبدت المقاومة اللبنانية اليوم سبيل التحرير ووضحت معالمه.. ولم يبق سوى فتح الأبواب لتحريرالأرض وصيانة العرض .. ألم يصبح المثل الشعبي الجزائري اليوم ذا جدوى كبيرة حين قال: ( خلطها تصفى ) ومن يرى غير ذلك سبيلا لعودة كرامة العرب والمسلمين فهو واهم.. والدليل هو دروس تاريخ الحروب عبر الخريطة الزمنية - أفقيا وعموديا- فاسألوا أهل فيتنام والجزائر يخبرونكم الخبراليقين، إن كنتم في شك مما يقول الكاتيوشا وخيبر1 و2 وزلزال.يأبى في هذا الشأن الشاعر الأخضر رحموني إلا أن يضع قذيفة موجهة توجيها فنيا على فوهة راجمة جزائرية وقد كتب على رأسها الأبيات التالية قائلا لحسن نصر الله:

لا تكترث بعتاب - النفط مرجفهم- * واللاهثين وراء الوهم والصنم

مثل البراميل تمشي في تبخترها * والقدس تشكو حصار الجوع والألم

الساكتون – مدى الأعوام – ياخجلا * نواب شعب تساق اليوم كالغنم

إني أرى النصر في كفي مقاومة * وفي سواعد شيخ هاج من " قمم"

وفي صدور تناجي الكون خاشعة * لخفقة القدر الضمـآن للـنـعم

وفي طيور أبابيل التي قصفت * يوم التحدي فصار النذل كالرمم

لا يُعرف اللحن إلا من بنادقنا * ومن حجارة طفل هب للحرم..

وما النصر إلا صبر ساعة ، فقد اكتسبت المقاومة اللبنانية الحرب.. ولا نقول المعركة.. حتى لو انهزمت في معارك تفاوضية جزئية ، أو خسرت جولة ثانية أو ثالثة - لا قدر الله - من جولات الحرب،هذه التي ماتزال رحاها تدور لحد الساعة . فالعز والمجد قد عرفا سبيلهما إلى مرابع العرب والمسلمين.. والعار والخزي الأبديين قد لحقا بالجيش الصهيوني الذي لا " يقهر" والبقية - إن شاء الله - أشد وأمر، فإذا فتحت الأبواب لجهاد العدو التاريخي وبكل الوسائل الممكنة، فسوف لن ينال من يلحق متأخرا من المجاهدين نصيبه من نتف جلود الصهاينة، حفدة القردة والخنازير.. أبعد كل الذي ارتكبوه في فلسطين ولبنان ما يزال البعض منا يقول أن هؤلاء اليهود هم أبناء عمومتنا.. وأنه يمكن التعايش معهم في سلام ؟ فوالله لوانتصرت الصهيونية العالمية هذه المرة على المقاومة فما عليكم أيها العرب والمسلمون إلا انتظارأن تأتيكم التعليمات من مجلس الأمن الأمريكي والكنيست الصهيوني لتغيير مناهج وبرامج منظوماتكم التربوية والتعليمية لتعليم أبنائكم اللغة العبرية غصبا عن أنوفكم مطالبينكم بوجوب تدريس أمجاد تاريخ اليهود.. وكيف أن الإسلام قد ظلمهم قبل أن يظلمهم الغرب..وأن الأرض العربية من محيطها إلى خليجها هي أرضهم وأرض أجدادهم بني قريضة وقينوقاع.. وقد كانوا فيما مضى يعيشون فيها.. وساعتها لا ينفعكم الندم، بل ترى المنبطحين منكم يسعون لاهثين من أجل تبوؤ المناصب في برلمانات صهيونية إقليمية في كل دويلة "عربية " تابعة للكنيست الأكبرفي القدس الشريف، واقتسام مداخيل الحج مع ( بقية مسلمين وعربا) بمكة المكرمة.. هذه التي أنشأها وأقام قواعدها إبراهيم عليه السلام الذي كان يهوديا - في نظرهم - وجعل المدينة المنورة معلما سياحيا مباحا للجميع.. يِؤمه شذاذ الآفاق من مختلف أصقاع العالم دونما تمييز عرقي أو ديني فهما إرث مشترك للبشرية جمعاء..حتى ولو لم يكونوا مسلمين.. أم أن ذلك يعد بعيد المنال ولا يمكن تنفيذه وتطبيقه؟ فمادامت القدس قد تم الاستحواذ عليها واتخاذها عاصمة أبدية للصهاينة ولم يستطع المسلمون استردادها على الرغم من كثرتهم وتعدد دولهم، فما المانع من الوصول إلى مكة المكرمة لاسيما والقابلية للتصهين والاستهواد ( التايهوديت) قد صارت متوفرة لدى المسلمين وبالشكل الكافي في ربوع الوطن العربي..تلك هي مهمة السرطان ولا مهمة له غيرها.ألم يقل الأطباء: أن خلية الورم السرطاني إذا ظهرت في موضع ما من جسد المريض، لا يمكن إزالتها أو القضاء عليها إلا بمحاصرتها أولا، وذلك للحؤولة دون امتدادها وانتشارها إلى بقية الأعضاء السليمة ، ثم مداومة عملية العلاج بصبر للقضاء عليها وبكل الإمكانات المتاحة ، فإن لم يتم اتباع تلك الطريقة الفعالة المجربة، فإن العلاج لا جدوى منه، فخلية السرطان الصهيونية قد امتدت ومنذ زمان إلى مختلف أنحاء الجسد العربي من محيطه إلى خليجه، بواسطة زرع سفاراته وممثليه الديبلوماسيين والتجاريين والثقافيين والمخابراتيين بحجة جدوى التطبيع والتعايش السلمي بين الشعوب وهي حيلة ذكية جدا استعان بها الصهاينة للتغلغل والامتداد داخل الخلايا الحية للأمة.. وأن الأمراض السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي نعاني من ويلاتها الآن كان وما يزال مصدرها ومنشأها تلك الخلية الخبيثة التي زرعت في أجسادنا منذ معركة خيبر وما تلاها من صراع ديني بين المسلمين واليهود..وهاهو الصراع يؤتي أكله متمثلا في الفاسدين منا.. وعلى كل المستويات، السياسية منها والفكرية والثقافية.. ألم يحن الوقت بعد للوقوف في وجه هذا الامتداد المتسارع لهذا الورم القاتل ؟ أم أنه ما زال فينا من يعتقد أنه يمكن التعايش في سلام مع هذا المرض الذي أضحى مزمنا وفتاكا، بعد أن قضى على أغلب أوردتنا الدفاقة وسد جريان شراييننا الحية.. وشل قدرة أعصابنا وصرنا خياليين عاطفيين..( لا إنتاج ولا تطور) وجعل لويحات دمنا وبقية خلايانا الحية تنقسم انقساما فوضويا..والدليل في رأينا تلك الحروب الطائفية والعشائرية واللغوية التي ماتزال تنخر جسد العالمين العربي والإسلامي منذ اتفاقيات سايكس بيكوالمشؤومة..فلولا بعض النجوم التي مايزال ألقها وهاجا من أمثال الظاهر بيبرس و قطز وجمال الدين الأفغاني وصلاح الدين الأيوبي وعبد الناصر وبومدين وصدام حسين وأخيرا وليس آخرا حسن نصر الله لقضي الأمرالذي ما زلنا فيه مختلفين.

عبدالقادربوميدونة

الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق