الثلاثاء، 2 يونيو 2009

ديمقراطيات أعدها ديمقراطي .

ديمقراطيات أعدها ديمقراطي .

ابتسم واضحك وقهقه مع ألف سؤال و جواب لنهاية الألفية الخالية في الجزائر:
(1) يسعدني أن أحيط أذهانكم علما أن مجموعة الأسئلة والأجوبة الواردة أدناه ، كانت قد نشرت على صفحات جريدة " المساء " الجزائرية خلال بداية التسعينات من القرن الخالي، لتقرأوها مرة أخرىـ بإذن الله ـ في القرن الحالي، وهي عبارة عن كم ضخم من تساؤلات حائرة، كانت تبحث عمن يثلج صدرمن طرحوها، سواء بمحاولة زرع بذورالأمل في نفوسهم أو بإجابات ساخرة تربوية، تثقيفية هادفة، وردت إلى الجريدة على امتداد أربع سنوات التسعينات الأولى من القرن الماضي.. وقد توليت الإجابة عنها ـ آنذاك ـ باسم مستعار تحت عنوان :((ديمقراطيات يعدها ديمقراطي)).هذا الديمقراطي، الذي كان يتستروراء مصطلح اعتبرجديداعلى الشعب الجزائري ، وكان كل من يتصف بتلك الصفة أو يحمل ذلك المصطلح يصنف في خانة الكفرة،أو المرتدين، أوالعلمانيين الذين يريدون فصل الدين عن الدولة، هوفي حقيقة الأمر، قد اختارموضعا له بين الطرفين،فلاهومتطرف يميني، ولاهومتطرف يساري، بل جزائري عربي مسلم،وجد نفسه في خضم معركة سياسية حامية الوطيس، لا تين له فيها ولا طين،حاول قدراستطاعته أن يكون موضوعيا إلىأقصى درجات الموضوعية فكانت إجاباته تؤرخ لفترة بداية التسعينات من القرن الماضي، في مجال الانفتاح السياسي الجزائري.. تعد تلك الإجابات والأسئلة المدونة أدناه، مسحا كرونولوجيا، لكل أحداث وتطورات زمن الهرولة نحو كرسي رئاسة الجمهورية الجزائرية، وقد جاء ذلك بعد فتح أبواب التعددية السياسية والحزبية والإعلامية بمختلف مجالاتها.ومن الأجدرأن تعلموا أن هناك بعض الأسئلة والأجوبة ينبغي أن توضع في سياقها الزمني لكي تكون الصورة واضحة جلية، فمن ضمن معالم توضيح تلك الصورة وجود السيد الشاذلي بن جديد على رأس الجمهورية الجزائرية، ثم كل من السادة المرحوم محمد بوضياف، علي كافي، اليامين زروال. بينما توالى على رئاسة حكوماتهم كل من: عبد الحميد الابراهيمي مولود حمروش، سيد أحمد غزالي، المرحوم قاصدي مرباح، ومقداد سيفي. (2) تعتبر هذه المجموعة ـ من طرائف ونكت ومُزح سياسية، واجتماعية،وثقافية ـ لبنة متواضعة على صرح ما سمي آنذاك بفترة << التربص الديقراطي >> للشعب الجزائري. أشير أيضا أنه قد يرد تشابه في الأسماء والألقاب، " فالديمقراطي" غير مسؤول عن ذلك، ويتبرأ أمام المد الديمقراطي المتدفق ببلادنا.فإن أصبت في إجاباتي، فلوجه الله خالصة.. وإن أخطأت، فأرجو من الله أن يغفر لي ولكم، راجيا منكم السماح عن بعض الإجابات الجريئة، والردود الجسورة، وأشكر جزيل الشكر كل من ساهم بطرح سؤال أو عدة أسئلة في هذه المجموعة، التي تجاوزت ألف سؤال، متناولة بعض جوانب الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، للجزائر، والوطن العربي، والإسلامي، وقد يجد فيها الباحثون الاجتماعيون والتربويون،مادة خصبة، ومنطلقا أساسا لبحث وتشريح (الظاهرتين) السياسية والاجتماعية اللتين عرفهما الشعب الجزائري مع نهاية القرن العشرين..(3) يأتي ذلك كله في إطار مشروع: الوئام والعفو والمصالحة ، بعد التحرش السياسي والمقابحة، والانقسام الفكري والمناطحة، وتبادل التهم والمكافحة.واليوم ها قد آن وقت التسامح والمصافحة، والتقابل والمفالحة، لنبني جزائر المجد والحب، بدل التدافع على السقوط في الجب... وردت هذه الأسئلة من جميع ربوع الجزائر، ومن خارجها،بعث بها أناس من مختلف شرائح المجتمع، نساء ورجالا، شبانا وشابات، كهولا وشيوخا، سياسيين ورجال قانون، طلبة وأساتذة، تجارا وفلاحين، صناعيين وحرفيين، بطالين وعمالا، ومن مختلف الأسلاك المهنية، نظاميين وغير نظاميين.(4) أتمنى لكل من قرأ هذه الأجوبة وأفرحته، أو أبكته، أو جعلته بين هذا وذاك، التوفيق ودوام المحبة والألفة والتآخي بين أبناء الوطن العزيز، في ظل أمل المصالحة الوطنية المنشودة،التي ستشمل ـ بإذن الله ـ كل ربوع الجزائر، وعلى جميع الأصعدة، التاريخية منها والاجتماعية والثقافية، عموديا وأفقيا ولِمَ لا ؟ ثلاثا وثلاثين مليونا من الجزائريين والجزائريات، حتى يتمكنوا من التفرغ للعمل والإنتاج والإبداع، والخروج من الدوران في حلقات مفرغة من الانتخاب، وسحب الثقة، وإعادة الانتخاب، والحل دون ربط، ولكل أبناء الجزائر، أبناء الوطن الواحد، الذي دفع أباؤنا وأجدادنا من أجل تحريره، ملايين من أبنائهم، وبناتهم، وإخوانهم، وأخواتهم، شهداء بررة، هؤلاء الذين مهما قدمنا من مساهمات وإضافات، بعد أن حرروا وطننا الغالي من شرنقة الاستعمار الغاشم ، تبقى تلك الجهود ضئيلة قليلة، لا ترقى أبدا إلى المستوى الذي كان يتأمله هؤلاء الأبطال الأشاوس، ويترجونه ممن صلح من أبنائهم وذرياتهم.(5) أكون ـ بإذن الله ـ قد ساهمت في التخفيف ولو بقسط يسيرعلى البعض من شبابنا الذي كان يعاني ويكابد بعض مظاهر الضيق والقلق والحيرة في ظل فترة من أصعب الفترات، التي مرت بها الجزائر، بوساطة هذه النكت والطرف،التي من شأنها البعث على التبسم والانشراح، في زمن سادت فيه ملامح خيبة الأمل واليأس أحيانا، وطغت عليه صور الظلم والإقصاء، وتفشت خلاله مظاهر(الحقرة) واللامبالاة، في نفوس شريحة كبيرة من شبابنا.. الذي لم يكن يدري ـ ربما ـ سرَّ، ولا كنهَ ما يدور حوله.. ولا أسباب ذلك الصراع المحتدم والتناطح المقزز، والتطاحن المقرف، والتدافع على كرسي السلطة، وكذا التهافت المحموم،على مناصب القيادة.. تلك المناصب التي هي في حقيقة الأمر، جمرٌ لم ينج من حرِّه، إلا من هداه الله إلى الحق، فأعطى كل ذي حق حقه، أوأنجى نفسه، وجعلها في منأى عن دائرة من يبحثون بشتى الطرق والوسائل، عن تبوؤ كرسي الريادة، دون أن يسندها إليه الآخرون بوسائل ديمقراطية. (6) أرجو من الله العلي القدير، أن أكون قد قلت ما أعتقدت أنه حق، فقد اجتهدت في الإجابات، سواء بالارتجال، والتسرع تارة، أوبالتفكير، والترويتارة أخرى، والاجتهاد مغامرة ـ كما تعلمون ـ غير مأمونة الجانب، في أي مجال كان، لاسيما وأن الانفتاح السياسي والإعلامي، وإطلاق الحريات، الفردية والجماعية، بعد استفتاء 23 فيفري 1989 قد جعل الكثير من الجزائريين، يعتقدون أن هذا الأمر، قد يستمر ولا يتعثر، لكنه ـ مع الأسف الشديد ـ قد عرف انتكاسة كبرى، في نظر البعض، ومنطلقا جديدا في نظر البعض الآخر، دفع خلاله الشعب الجزائري الثمن باهظا ، من أبنائه وبناته..(7) أعتقد أن هؤلاء الذين ماتوا، أو تضرروا، وأضحى يطلق عليهم اسمضحايا المأساة الوطنية) هم رواد القافلة الثانية ـ بعد الشهداء ـ الذين أرسوا معالم جديدة، على درب الحرية، والديمقراطية، ووضعوا دعائم راسخة، لمبدأ احترام الآخر، وعدم السعي لإلغائه، أو تهميشه، وبالتالي، فقد اجتازت الأمة الجزائرية ذلك الامتحان الصعب، بأقل الأضرار، والحمد لله، مقارنة بما كان الكثير من أعداء الشعب الجزائري، يراهنون عليه من دخول الجزائر في حرب أهلية، لا تبقي ولاتذر، فقد خاب ظنهم، وها هي اليوم تعيش مراحل متقدمة، في زحفها الديمقراطي، ومساراتها الانتخابية، ولا أقر بأن المشوار قد انتهى إلى غايته، أو أننا أشرفنا على نهاية درب النجاة، فالجرح غائر، والوعي السياسي قد بلغ ذروته، لدى الجزائريين، ومن يظن غير ذلك، فقد جانب الصواب، وأستطيع أن أزعم، أنه من صميم الحكمة، ورجاحة العقل، لمن أراداستقرارا وطمأنينة لبلده، حاضرا ومستقبلا، إلا أن يعمد إلى الحل الجذري، المتمثل أساسا ـ في نظري ـ في السعي إلى ضرورة توسيع عملية توزيع الثروة القومية، توزيعا عادلا، ولو بضمان حده الأدنى، وتحضرني هنا مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين، رحمه الله، في القمة الإسلامية، (بلاهور) عندما سخر من مبلغ 15 مليون دولار التي خصصتها القمة لحل مشاكل المسلمين قائلالا يريد الناس أن يذهبوا إلى الجنة وبطونهم خاوية..) وهوالأمر الذي يعتبر صمام أمان بالنسبة لأية تغييرات مستقبلية نحو الأفضل، هذا مااستخلصته شخصيا، من ذلكم الكم الهائل من الأسئلة، وعلى الرغم من آثار تلك النكسة المشؤومة ، والأزمة المتعددة الأوجه، فهاهي الجزائر تقدم الدرس تلو الدرس..وقد استبقت بما يفوق العقد من الزمن، ما سمي (بمشروع إصلاح الشرق الأوسط الكبير)المقترح أو المفروض..ويمكن للجزائرالآن أن تفاخر،أنها قد أضحت مرجعا هاما في هذا المجال، وما ستطلعون عليه وتستنتجونه من خلال الأسئلة التي تعكس ذلك الواقع ، سوى عينة تغطي مساحة كبيرة من تلك الأحداث والوقائع.ذلك هوالتاريخ، بوقائعه..وأحداثه..وحوادثه..(8) أنتظر من بعض زملاء المهنة، وأساتذة وطلبة علوم الإعلام والاتصال، وكذا الذين أدركتهم حرفة الآداب واللغات، ألا يبخلوا بملاحظاتهم وآرائهم في هذه المبادرة الجريئة، والتي أكون قد خالفت فيها المألوف،إذ من المتعارف عليه، هو أن مهنة الصحفي أول ما تعنيه هي إجادة استعمال فنون الاستجواب، وطرح الأسئلة، وليس الإجابة عنها، فما هي وجهات نظركم، أيها المختصون الأفاضل في ذلك ؟ وهل هناك جدوى من مثل هذه الأشكال التعبيرية التبليغية الترفيهية؟ ولماذا ؟.فأجيبوني من فضلكم عن سؤال واحد، لم أتمكن من إيجاد إجابة له: لماذا يُقبل القراء على مثل هذه (الأركان) على صيغة (سين جيم) في الجرائد والمجلات والدوريات بشغف كبير؟ وتلهف منقطع النظير؟ بل وبحسرة، عندما يجدونها قصيرة، لا تشبع نهمهم، ولا تشفي غليلهم، ويتمنون لو تكون أطول مما كانت عليه؟! . أحبائي القراء أدعوكم إلى وجبة ثقافية شهية، ترفيهية، ساخرة وهادفة من الأسئلة والأجوبة، ولا تنسوا أن تشدوا أحزمتكم، فالابتسام والانشراح مطلوبان، أما الضحك والقهقهة، فممنوعان، لأننا مانزال نعيش حالة طواريء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق