السبت، 6 يونيو 2009

الجزائر..واجهة البحر..الميناء ومحطة القطارات المركزية .

الجمعة، 5 يونيو 2009



فندق " شيراتون " بمدينة وهران في مواجهة البحر ..
تحفة معمارية لكنها ليست من تراثنا .


الرئيس الراحل رجل الدولة الجزائرية وفخروالأمة العربية..

في فترة الكفاح المسلح هواري بومدين رحمه الله .

الخميس، 4 يونيو 2009


صاحب " رؤوفيات " يشق طريقه نحومستقبله .
قبل ستين سنة الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة .أطال الله في عمره .


من دون تعليق ..فقد طارالطريق .


من جبالنا طلع صوت الأحرارينادينا ..

هكذا كان الجزائريون إبان عهد الاستدمارالفرنسي البغيض.


لا مدينة ولا قرية جزائرية تخلومن مآذن تطال عنان السماء .



جسورقسنطينة ..من أجمل معالم المدينة .

عندما كان الرجال رجالا...
رجال للرجال هم الرجال *** بهم حدث الزمان ولا يزال .

الرئيس الكوبي فيدال كاسترو في جولة سياحية بصحراء الجزائر..
رفقة رئيس الجمهوية الراحل هواري بومدين
والعقيد أحمد بن شريف قائد الدرك الوطني آنذاك ...
سيجاركوبي مقابل جمل جزائري .

خريطة الجزائرمرسومة بالبحر..سبحان الله.


من غريب الصدف أن تشاهد أمامك خريطة الجزائر
بشكلها الطبيعي وحدودها المعروفة بحرا..
من جميع جهاتها الأربع بحرا..
صورة طبيعية ..والله لم تمسسها لا فبركة ولا مونتاج ..
فسبحان الله ولا إله إلاهو !!!!!



القطارشريان الاقتصاد الجزائري طولا وعرضا ..



بيوت الله لا تغطيها الثلوج من حرارة الذكر ..



فندق الأوراسي شامخ كاسمه يتوسط العاصمة في مواجهة الخليج .



بكل الأماكن السياحية بالجزائرعشرات وسائل النقل الكهربائية ..



ما أكثرمثل هذه الشلالات بربوع الجزائر ...



حديقة " الحامة " بالجزائرالعصامة ..أليست أجمل من حديقة فرساي ؟؟


الأطلس الأشم أوالشامخات الجزائرية تتوجها آيات الله في كونه .

منظر ساحلي من ولاية تيبازة الجزائر طريق سياحي في خاصرة الجبل .

مدينة الجسورالمعلقة قسنطينة ..
الجزائر.

الأربعاء، 3 يونيو 2009



مدخل إلى حديقة " الحامة " بالجزائرالعاصمة ثالث أكبرحديقة في العالم.. تقع بين الجبل والبحر ..وبها كل أصناف النباتات العالمية .
تقنية تركيب أنابيب أدارى ..

اختيارجودة عالية وطهارة ..

ترصيص صحي فن بمهارة ..

ذوق جمال سرعة بشطارة..

توصيل وتوزيع ماء البيوت ..

لا كلس ولاتحجرولا زيوت ..

اقتصاد كلفة70 %عن المعتاد ..

بكل لوازم الخدمة عدة وعتاد ..

سهولة إنشاء تفكيك وتركيب ..

فأدارى أحسن وأمتن الأنابيب..

تلحيم ذاتي لا تسرب ولا تسريب ..

اعتمد تقنيتها بجدارة دون خسارة..

تجد فريقا لخدمتك بعين وسارة ..

فاتصل بالوكيل: بوميدونة رؤوف..

سترى بعينك الجودة تلمس وتشوف ..


الثلاثاء، 2 يونيو 2009

ديمقراطيات أعدها ديمقراطي .

ديمقراطيات أعدها ديمقراطي .

ابتسم واضحك وقهقه مع ألف سؤال و جواب لنهاية الألفية الخالية في الجزائر:
(1) يسعدني أن أحيط أذهانكم علما أن مجموعة الأسئلة والأجوبة الواردة أدناه ، كانت قد نشرت على صفحات جريدة " المساء " الجزائرية خلال بداية التسعينات من القرن الخالي، لتقرأوها مرة أخرىـ بإذن الله ـ في القرن الحالي، وهي عبارة عن كم ضخم من تساؤلات حائرة، كانت تبحث عمن يثلج صدرمن طرحوها، سواء بمحاولة زرع بذورالأمل في نفوسهم أو بإجابات ساخرة تربوية، تثقيفية هادفة، وردت إلى الجريدة على امتداد أربع سنوات التسعينات الأولى من القرن الماضي.. وقد توليت الإجابة عنها ـ آنذاك ـ باسم مستعار تحت عنوان :((ديمقراطيات يعدها ديمقراطي)).هذا الديمقراطي، الذي كان يتستروراء مصطلح اعتبرجديداعلى الشعب الجزائري ، وكان كل من يتصف بتلك الصفة أو يحمل ذلك المصطلح يصنف في خانة الكفرة،أو المرتدين، أوالعلمانيين الذين يريدون فصل الدين عن الدولة، هوفي حقيقة الأمر، قد اختارموضعا له بين الطرفين،فلاهومتطرف يميني، ولاهومتطرف يساري، بل جزائري عربي مسلم،وجد نفسه في خضم معركة سياسية حامية الوطيس، لا تين له فيها ولا طين،حاول قدراستطاعته أن يكون موضوعيا إلىأقصى درجات الموضوعية فكانت إجاباته تؤرخ لفترة بداية التسعينات من القرن الماضي، في مجال الانفتاح السياسي الجزائري.. تعد تلك الإجابات والأسئلة المدونة أدناه، مسحا كرونولوجيا، لكل أحداث وتطورات زمن الهرولة نحو كرسي رئاسة الجمهورية الجزائرية، وقد جاء ذلك بعد فتح أبواب التعددية السياسية والحزبية والإعلامية بمختلف مجالاتها.ومن الأجدرأن تعلموا أن هناك بعض الأسئلة والأجوبة ينبغي أن توضع في سياقها الزمني لكي تكون الصورة واضحة جلية، فمن ضمن معالم توضيح تلك الصورة وجود السيد الشاذلي بن جديد على رأس الجمهورية الجزائرية، ثم كل من السادة المرحوم محمد بوضياف، علي كافي، اليامين زروال. بينما توالى على رئاسة حكوماتهم كل من: عبد الحميد الابراهيمي مولود حمروش، سيد أحمد غزالي، المرحوم قاصدي مرباح، ومقداد سيفي. (2) تعتبر هذه المجموعة ـ من طرائف ونكت ومُزح سياسية، واجتماعية،وثقافية ـ لبنة متواضعة على صرح ما سمي آنذاك بفترة << التربص الديقراطي >> للشعب الجزائري. أشير أيضا أنه قد يرد تشابه في الأسماء والألقاب، " فالديمقراطي" غير مسؤول عن ذلك، ويتبرأ أمام المد الديمقراطي المتدفق ببلادنا.فإن أصبت في إجاباتي، فلوجه الله خالصة.. وإن أخطأت، فأرجو من الله أن يغفر لي ولكم، راجيا منكم السماح عن بعض الإجابات الجريئة، والردود الجسورة، وأشكر جزيل الشكر كل من ساهم بطرح سؤال أو عدة أسئلة في هذه المجموعة، التي تجاوزت ألف سؤال، متناولة بعض جوانب الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، للجزائر، والوطن العربي، والإسلامي، وقد يجد فيها الباحثون الاجتماعيون والتربويون،مادة خصبة، ومنطلقا أساسا لبحث وتشريح (الظاهرتين) السياسية والاجتماعية اللتين عرفهما الشعب الجزائري مع نهاية القرن العشرين..(3) يأتي ذلك كله في إطار مشروع: الوئام والعفو والمصالحة ، بعد التحرش السياسي والمقابحة، والانقسام الفكري والمناطحة، وتبادل التهم والمكافحة.واليوم ها قد آن وقت التسامح والمصافحة، والتقابل والمفالحة، لنبني جزائر المجد والحب، بدل التدافع على السقوط في الجب... وردت هذه الأسئلة من جميع ربوع الجزائر، ومن خارجها،بعث بها أناس من مختلف شرائح المجتمع، نساء ورجالا، شبانا وشابات، كهولا وشيوخا، سياسيين ورجال قانون، طلبة وأساتذة، تجارا وفلاحين، صناعيين وحرفيين، بطالين وعمالا، ومن مختلف الأسلاك المهنية، نظاميين وغير نظاميين.(4) أتمنى لكل من قرأ هذه الأجوبة وأفرحته، أو أبكته، أو جعلته بين هذا وذاك، التوفيق ودوام المحبة والألفة والتآخي بين أبناء الوطن العزيز، في ظل أمل المصالحة الوطنية المنشودة،التي ستشمل ـ بإذن الله ـ كل ربوع الجزائر، وعلى جميع الأصعدة، التاريخية منها والاجتماعية والثقافية، عموديا وأفقيا ولِمَ لا ؟ ثلاثا وثلاثين مليونا من الجزائريين والجزائريات، حتى يتمكنوا من التفرغ للعمل والإنتاج والإبداع، والخروج من الدوران في حلقات مفرغة من الانتخاب، وسحب الثقة، وإعادة الانتخاب، والحل دون ربط، ولكل أبناء الجزائر، أبناء الوطن الواحد، الذي دفع أباؤنا وأجدادنا من أجل تحريره، ملايين من أبنائهم، وبناتهم، وإخوانهم، وأخواتهم، شهداء بررة، هؤلاء الذين مهما قدمنا من مساهمات وإضافات، بعد أن حرروا وطننا الغالي من شرنقة الاستعمار الغاشم ، تبقى تلك الجهود ضئيلة قليلة، لا ترقى أبدا إلى المستوى الذي كان يتأمله هؤلاء الأبطال الأشاوس، ويترجونه ممن صلح من أبنائهم وذرياتهم.(5) أكون ـ بإذن الله ـ قد ساهمت في التخفيف ولو بقسط يسيرعلى البعض من شبابنا الذي كان يعاني ويكابد بعض مظاهر الضيق والقلق والحيرة في ظل فترة من أصعب الفترات، التي مرت بها الجزائر، بوساطة هذه النكت والطرف،التي من شأنها البعث على التبسم والانشراح، في زمن سادت فيه ملامح خيبة الأمل واليأس أحيانا، وطغت عليه صور الظلم والإقصاء، وتفشت خلاله مظاهر(الحقرة) واللامبالاة، في نفوس شريحة كبيرة من شبابنا.. الذي لم يكن يدري ـ ربما ـ سرَّ، ولا كنهَ ما يدور حوله.. ولا أسباب ذلك الصراع المحتدم والتناطح المقزز، والتطاحن المقرف، والتدافع على كرسي السلطة، وكذا التهافت المحموم،على مناصب القيادة.. تلك المناصب التي هي في حقيقة الأمر، جمرٌ لم ينج من حرِّه، إلا من هداه الله إلى الحق، فأعطى كل ذي حق حقه، أوأنجى نفسه، وجعلها في منأى عن دائرة من يبحثون بشتى الطرق والوسائل، عن تبوؤ كرسي الريادة، دون أن يسندها إليه الآخرون بوسائل ديمقراطية. (6) أرجو من الله العلي القدير، أن أكون قد قلت ما أعتقدت أنه حق، فقد اجتهدت في الإجابات، سواء بالارتجال، والتسرع تارة، أوبالتفكير، والترويتارة أخرى، والاجتهاد مغامرة ـ كما تعلمون ـ غير مأمونة الجانب، في أي مجال كان، لاسيما وأن الانفتاح السياسي والإعلامي، وإطلاق الحريات، الفردية والجماعية، بعد استفتاء 23 فيفري 1989 قد جعل الكثير من الجزائريين، يعتقدون أن هذا الأمر، قد يستمر ولا يتعثر، لكنه ـ مع الأسف الشديد ـ قد عرف انتكاسة كبرى، في نظر البعض، ومنطلقا جديدا في نظر البعض الآخر، دفع خلاله الشعب الجزائري الثمن باهظا ، من أبنائه وبناته..(7) أعتقد أن هؤلاء الذين ماتوا، أو تضرروا، وأضحى يطلق عليهم اسمضحايا المأساة الوطنية) هم رواد القافلة الثانية ـ بعد الشهداء ـ الذين أرسوا معالم جديدة، على درب الحرية، والديمقراطية، ووضعوا دعائم راسخة، لمبدأ احترام الآخر، وعدم السعي لإلغائه، أو تهميشه، وبالتالي، فقد اجتازت الأمة الجزائرية ذلك الامتحان الصعب، بأقل الأضرار، والحمد لله، مقارنة بما كان الكثير من أعداء الشعب الجزائري، يراهنون عليه من دخول الجزائر في حرب أهلية، لا تبقي ولاتذر، فقد خاب ظنهم، وها هي اليوم تعيش مراحل متقدمة، في زحفها الديمقراطي، ومساراتها الانتخابية، ولا أقر بأن المشوار قد انتهى إلى غايته، أو أننا أشرفنا على نهاية درب النجاة، فالجرح غائر، والوعي السياسي قد بلغ ذروته، لدى الجزائريين، ومن يظن غير ذلك، فقد جانب الصواب، وأستطيع أن أزعم، أنه من صميم الحكمة، ورجاحة العقل، لمن أراداستقرارا وطمأنينة لبلده، حاضرا ومستقبلا، إلا أن يعمد إلى الحل الجذري، المتمثل أساسا ـ في نظري ـ في السعي إلى ضرورة توسيع عملية توزيع الثروة القومية، توزيعا عادلا، ولو بضمان حده الأدنى، وتحضرني هنا مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين، رحمه الله، في القمة الإسلامية، (بلاهور) عندما سخر من مبلغ 15 مليون دولار التي خصصتها القمة لحل مشاكل المسلمين قائلالا يريد الناس أن يذهبوا إلى الجنة وبطونهم خاوية..) وهوالأمر الذي يعتبر صمام أمان بالنسبة لأية تغييرات مستقبلية نحو الأفضل، هذا مااستخلصته شخصيا، من ذلكم الكم الهائل من الأسئلة، وعلى الرغم من آثار تلك النكسة المشؤومة ، والأزمة المتعددة الأوجه، فهاهي الجزائر تقدم الدرس تلو الدرس..وقد استبقت بما يفوق العقد من الزمن، ما سمي (بمشروع إصلاح الشرق الأوسط الكبير)المقترح أو المفروض..ويمكن للجزائرالآن أن تفاخر،أنها قد أضحت مرجعا هاما في هذا المجال، وما ستطلعون عليه وتستنتجونه من خلال الأسئلة التي تعكس ذلك الواقع ، سوى عينة تغطي مساحة كبيرة من تلك الأحداث والوقائع.ذلك هوالتاريخ، بوقائعه..وأحداثه..وحوادثه..(8) أنتظر من بعض زملاء المهنة، وأساتذة وطلبة علوم الإعلام والاتصال، وكذا الذين أدركتهم حرفة الآداب واللغات، ألا يبخلوا بملاحظاتهم وآرائهم في هذه المبادرة الجريئة، والتي أكون قد خالفت فيها المألوف،إذ من المتعارف عليه، هو أن مهنة الصحفي أول ما تعنيه هي إجادة استعمال فنون الاستجواب، وطرح الأسئلة، وليس الإجابة عنها، فما هي وجهات نظركم، أيها المختصون الأفاضل في ذلك ؟ وهل هناك جدوى من مثل هذه الأشكال التعبيرية التبليغية الترفيهية؟ ولماذا ؟.فأجيبوني من فضلكم عن سؤال واحد، لم أتمكن من إيجاد إجابة له: لماذا يُقبل القراء على مثل هذه (الأركان) على صيغة (سين جيم) في الجرائد والمجلات والدوريات بشغف كبير؟ وتلهف منقطع النظير؟ بل وبحسرة، عندما يجدونها قصيرة، لا تشبع نهمهم، ولا تشفي غليلهم، ويتمنون لو تكون أطول مما كانت عليه؟! . أحبائي القراء أدعوكم إلى وجبة ثقافية شهية، ترفيهية، ساخرة وهادفة من الأسئلة والأجوبة، ولا تنسوا أن تشدوا أحزمتكم، فالابتسام والانشراح مطلوبان، أما الضحك والقهقهة، فممنوعان، لأننا مانزال نعيش حالة طواريء.

أيها العرب هذه ثقافتكم فلمَ الانسلاخ ؟


أيها العرب.. هذه ثقافتكم فلمَ الانسلاخ ؟
نموذج من عادات وتقاليد العرب عموماعرش المويعدات بولاية الجلفة الجزائرية يعود إلى أحمد بن ميعاد القادم من الساقية الحمراء ووادي الذهب مرورا بالمغرب الأقصى الشقيق ويرجع أصله اللغوي الى كلمة الوعد والموعد فجمع اللفظ الى مويعدات،أي تصغيرموعد فهم إذن أصحاب مواعيد، باللهجة السائدة، آنذاك، فكسرت وجمعت وتحولت من مواعيد، ومويعد، الى مويعدات .من ناحية أخرى ـ وعلى سبيل التنكيت ـ قد يكون الأصل راجعا الى ذلك المثل العربي الشهيرالذي يضربه العرب، لمن اشتهر بين الناس، بخصال حميدة، فيودون الاتصال بصاحبه، ولكنهم يعجزون عن ذلك، فلا يعرفون طريقا اليه، فيرى المضروب به المثل، أن عدم رؤيته، والاكتفاء بما يقال عنه خير له، ولهم، من الالتقاء به، فيقال ( تسمع بالمعيدي، خير من أن تراه) فربما لعيب خلقي، أو تشوهات ما، قد أصابته في وجهه ، وأن بيتا أو بيتين أو بطنا، أو بطنين، أو فخذا، أو فخذين، من تلك القبيلة، قد نزلت بهذه الناحية، ونظرا لسمعة القوم في فن القول، وما اشتهروا به، من حكمة، ورجاحة عقل، سموا بالمويعدات، أي ينتسبون الى ذلك المعيدي المشهور، بأشعاره، وحكمه، وجميل أقواله. والله أعلم. أما الأعراش التي سكنت البيرين، فأود في البداية أن أنبه إلى خطإ قد صار شائعا، وكثيرا ما تداوله الناس فيما بينهم دون الانتباه إليه، وهو أن لفظ الأعراش يعني من جملة ما يعنيه (وما يعرشون) أي يبنون البيوت والرفوف والأسقف ، بينما المقصود من لفظ الأعراش خطأ هو العروش، فالعرش كما هومعروف الملك والسلطان، بينما الأعراش غير ذلك. قال زهير :تداركتما عبسًا وقد ثل عرشها * وذبيان إذ ذلت بأقدامها النعل.فعرش المويعدات، لا يضم حاليا وحسب علمنا، إلا عرشا واحدا، تنضوي تحته، عدة قبائل وفرق، كفرقة أولاد مختار، وفرقة أولاد زيان، وفرقة السحابات، وفرقة التريرات، والحمز.. الخ ....وهي فرق قد تصاهرت، فيما بينها وتناسبت وتناسلت وصارت تكون فرقة واحدة، ويصعب في الوقت الحالي، أن تعرف الأصول، من الفروع، وذلك بحكم زوال تلك الفروق، العرقية، التي زرع الاستعمار بذورها، في صفوف المواطنين، وكذا بحكم تمسك السكان بمباديء الدين الإسلامي، الذي ينبذ مثل هذه الفروق ،لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.أما الآن وبعد دخول مدينة البيرين في عصر قريَنة العالم ، دخل إليها أناس، من عروش مختلفة، وأضحوا يشكلون عرشا واحدا، وقد قال فيهم الشيخ محمد بن أبي القاسم:تحكي الروايات المتواترة أن شيخ زاوية الهامل كان عائدا من رحلة الشتاء والصيف، التي قادته الى شمال البلاد فسأل أثناء مروره بجنوب عين بوسيف عن الموقع الذي وصلت إليه قافلته، فذكروا له أنها وصلت الى موضع يسمى (الحواجب) فقال: < < أحسب أن تحت كل حاجب عين!! ومن ذلك اليوم يشاهد المرء تحت كل بستان من تلك البساتين الوارفة الظلال بجنوب عين بوسيف عينا تنضح بالمياه، وبعدما وصل نواحي البيرين، سأل نفس السؤال، فقيل له أنها قد دخلت تراب البيرين فقال: قولته المشهور: (البيرين العرش المدلل* الواقع بين الصحراء والتل) ثم واصلت القافلة مسيرتها حتى وصلت مدينة حد الصحاري، فأعاد طرح نفس السؤال، فقيل له أنها وصلت الحد، فأجاب نعم هنا الحد، أي النهاية، فكانت نهايته في هذه الدنيا بحد الصحاري، رحمة الله عليهــ البيرين وإنشاء معلم ثقافي ـــ ومما يدعو للدهشة هوأنه حتى التفكيرفي إنشاء زاوية الهامل، على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم الذي تخرج، بدوره من زاوية الشيخ بوداود، في أقبو ولاية بجاية ، كان بمناسبة لقاء الشيخ محمد بن ابي القاسم، بالأميرعبدالقادرالجزائري سنة 1260 هـ 1844 بالبيرين، حيث التحق عدد كبير من سكان المنطقة ، التي احتضنت اللقاء، بجيش الأمير، وقد نصح الأمير الشيخ ، بأن يكون أحد حراس دين الأمة الجزائرية، وأن يكون جهاده بالعمل، لتكوين جيل صالح، لمقاومة الاحتلال ، ذلك لأن الأمير كان قد اطلع وقتها جيدا، على حالة شعبه، وأدرك أن تقاعس بعض المواطنين، عن الجهاد، ـ الذي يعود الى جهلهم بمخططات العدو الرامية، أصلا الى محاولة تدميرالذات الجزائرية، والقضاء نهائيا، على مقومات الأمة المسلمة، ولم يكن احتلاله لبلادنا بغية التعمير، والتحديث، كما كان يطبل ويزمر لمن لاوعي لهم ولا غيرة على دينهم ـ وانعدام الوعي الديني، والوطني لديهم، ولا تذكر المصادر التاريخية، أية تفاصيل إضافية كافية، عن هذا الأمر، الذي يبدو من الخطورة بمكان، فالتاريخ كما هو معروف لا يدون إلا وقائع وأحداثا رسمية، أما ما جرى ويجري من صراعات عرقية ومذهبية وطائفية وسياسية بالدرجة الأولى، فيغض عنها الطرف لاعتبارات باتت الآن معروفة ! .حث الأميرعبد القادر الشيخ القاسمي على ضرورة إنشاء مركز ديني علمي ثقافي، يضطلع برسالة العلم، ونشر مباديء الدين الاسلامي، وإعداد الأجيال الصالحة، التي تضمن لهذه الأمة تحررها، وانعتاقها في ظل الاسلام، فكان له ذلك وتم إنشاء زاوية الهامل المعروفة الآن بإشعاعها العلمي، والديني، والأدبي، خصوصا.وهكذا نجد أن فكرة إنشاء زاوية الهامل، الشهيرة، قلعة العلم والعلماء، قد فازت البيرين بشرف فكرة بعثها إلى الوجود،على أرضها، وبإيحاء وتشجيع، من بطل المقاومة، والجهاد، العالم المتصوف، الأديب الشاعر الأميرعبد القادر ...الذي تناقلت أخبار بطولاته الركبان، وذاع صيته في مقاومة العدو الفرنسي، جميع أصقاع العالم آنذاك .وما العلاقات الحميمية التي كانت وما تزال تربط الزاوية القاسمية، بسكان البيرين وما جاورها، والاحترام الذي يكنه لها عرش المويعدات، لا يعد سوى انعكاس لتلك الجهود، التي بذلها القوم لمناصرة ومؤازرة المقاومة المسلحة.ــ الأسئلة التي لامناص منها ـــ من هم هؤلاء أعيان عرش البيرين وما جاورها، الذين حضروا هذا اللقاء، الذي جمع بين محمد بن أبي القاسم، والأميرعبد القادر؟!وما النتائج التي تمخض عنها من غير إنشاء الزاوية ؟ـ و لماذا لم تتواتر أسماء هؤلاء، الأشخاص، الذين حضروا هذا الاجتماع، في الحكايات، والأشعارالشعبية ؟!ـ وماذا كان دورهم في هذا الأمر،الذي تشرفوا بحضوره؟ ورتبوا لنتائجه،التي لم يظهر عنها الكثير، والتي تعتبرهزيلة،وغير مقنعة ، مقارنة باجتماعات أخرى، تمت في أمكنة، وأزمنة مماثلة ؟! ـ ومن هم هؤلاء الذين تولوا تأمين نجاح اللقاء؟! تموينا، وأمنا، وإمدادا بالرجال والمال، والذخائر؟! ـ أيعقل أن يجرى لقاء، تاريخي، بمثل هذه الأهمية ، بين قطبين، من أقطاب المقاومة الشعبية الجزائرية، كل على طريقته، بهذه المنطقة، دون أن يكون لهؤلاء السكان، بصمات يذكرها لهم التاريخ ؟!ـ من بإمكانه، أن يمد المؤرخين، بتلك الوثائق الثمينة، التي تكون ـ قطعا ـ في حوزة الأحفاد، وأحفاد الأحفاد، وفي زاوية الهامل، وبالضبط في أرشيفها الضخم؟!وما تجدرالإشارة إليه، من حيث القيمة التاريخية والمعنوية هوأن مدينة البيرين، كانت محط رحال ألأميرعبد القادر،المجاهد،البطل والمقاوم الشرس، فلو لم تكن هناك مقاومة، ومساندة له ولجيشه في هذه الناحية، ما استطاع ، أن يحل بها إطلاقا.وصدق عندما قال :رجال للرجال هم الرجال * بهم حدث الزمان ولا يزال.فالأمير،وما عرف به من دهاء سياسي، وحنكة حربية، لا يمكنه أن يمنح ثقته لعقد اجتماع هام كهذا دون أن تكون له قواعد جهادية متينة بهذه الناحية ، فالسكان، هم الذين رحبوا بجيشه، وهم الذين رتبوا ونسقوا لتنظيم ذلك اللقاء، بين الشيخين، سعيا منهم ، لتنظيم صفوف المقاومة، المختلفة الأشكال، والوسائل، ولتحقيق غاية نبيلة، غاية دحر المحتل، الغاصب، وطرده، من أرض العروبة والإسلام، وما على المخالفين لوجهة النظر هاته، إلا الإتيان بأدلتهم التي تدحض ما ذهبنا إليه؟!!!.... والله أعلمـ عبدالحفيظ القاسمي مدرسًا في البيرين ـلم يكن اختيارالشيخ عبد الحفيظ القاسمي ـ ذلك العالم الجليل يرحمه الله، وجزاه الله كل خير، عما غرسه بهذه المدينة من فضائل ـ للإقامة بالبيرين والتدريس فيها ـ اعتباطا ، فقد التقى هو بدوره، بخلفاء االعلامة عبد الحميد بن باديس، بقسنطينة، وقد حدثني شخصيا، عن رحلته تلك، التي قادته إلى قسنطينة، وعن مدى إعجابه، بجمالها، وجمال جسورها المعلقة، وكذا التقائه بعلماء أجلاء، في ذلك الوقت، منهم الشيخان الجليلان، العربي التبسي، والطيب العقبي، بالإضافة الى أعلام آخرين وعن الجامع الأخضر،الزاهر، وما يؤمه من طلاب علم ومعرفة، وقد رأيت بأم عيني صورا جمعته بهؤلاء، ولم يسعفني الحظ ،لأن أتذكرالآن، من كانت بحوزتهم تلك الصور؟!فقد انتدبه من خلفوا الإمام بن باديس، لفتح مدرسة حرة بالبيرين ( مدرسة النجاح) لتضطلع بمهام التربية والتعليم، في هذه المدينة ،الطيب سكانها، وليكون لمدرستهم تلك، شرف تخريج العدد غير اليسير، من طلبة العلوم الشرعية والعلمية، وقد أم هذه المدرسة، العديد من الطلاب من مختلف مناطق الوطن، ولم يمض على فتح أبوابها، سوى سنوات قلائل، من بعد استرداد الجزائر لحريتها واستقلالها، حتى أمدت وأطرت، العديد، من ولايات الوطن، بنخبة من المعلمين، والأساتذة، الذين ما يزال العديد منهم، يتولى هذه المهمة النبيلة الى حد الآن، وبكفاءة، تدعو الى الفخر والاعتزاز. ومنهم من تولوا مناصب ساسية عالية..هذا الشيخ الجليل الذي لم يلق بعد، الاهتمام الذي يستحقه، فقد كان قطبا من أقطاب العلم، في زمن كانت الأمة الجزائرية، تغط في ظلمات الجهل، والأمية ، وقدم الكثير، الكثير، لهذه المدينة، وضواحيها .وبهذه المناسبة أقترح ضرورة إعادة النظر في هذا الأمر، ووجوب تخصيص مناسبة سنوية،لعقد ندوة فكرية ثقافية علمية بالبيرين، من شأنها البحث فيما تركه من مخطوطات، ضمت العديد من فروع العلم، والمعرفة، وهي توجد من غيرشك، بحوزة أرشيف زاوية الهامل، وعند بعض تلامذته وزملائه، الأجلاء،فأرجو ألا يبخل كل من يمتلك شيئا من ذلك ولو كان زهيدا، فقد يساعد العديد من المهتمين والمعنيين ويمدهم بوثائق وأدلة، هم في حاجة ماسة إليها بالتأكيد. ـ الجوابروالشطحات الصوفية ـ يعرف عرش المويعدات كذلك باسم الجوابر ، وهو جمع لجابر فقد اشتهر كثير من قبيلة الجوابر بالطب التقليدي ومن هؤلاء مثلا من يملك حكمة جبر الكسورالتي يصاب بها كثير من الناس أثناء الحروب والغزوات، وقد برع في هذا الفرع من الطب التقليدي جماعة من عرش المويعدات فسموا بالجوابر، و ربما يعود الى اسم عالم الرياضيات والجبر،جابر بن حيان التوحيدي. فلمَ لا يكون أحفاد جابر، هم الجوابر الذين انحدروا من سلالته؟! باعتبار أن جل القبائل المعروفة على المستوى الوطني لها جذور، في شبه الجزيرة العربية، ولست أدري فقط، من أي شيء اكتسب الجوابر صفة الصوفية، فهم أولياء ويمارس بعضهم أحيانا شكلا من أشكال الدروشة والادعاء بأن له شطحات صوفية وإشراقات...فكل جابري، هو صوفي، يجب احترامه، وتقديره، وتبجيله، وذلك نظرا لما يتصف به من صفات حميدة، كتقوى الله، والتعلق بمباديء الدين الاسلامي الحنيف، ولا نقول بالخوف من دعواته، لأن ذلك لم يكن صحيحا، فالولي الصالح لا يدعوعلى من خالفه الرأي، أو عاداه أبدا، إنما يدعو له بالهداية والتوفيق، إلا إذا ظلم وتعدى ، فذاك أمر آخر .وقد تكون هذه المسألة عائدة الى تلك الشطحات الصوفية التي عرف بها بعض الجوابر والحلقات التي كانت تقام بالساحات العمومية وتحضرها جموع غفيرة من المتفرجين كلجوء بعض من برع في مثل هذا الأمر، حيث الجابري يغرز المسلات الحادة في خده الأيمن حتى تخرج من خده الأيسر، دون أن يتعرض لأي أذى، وكذا مضغه لشفرات الحلاقة الحادة التي يضعها بين أضراسه، وعلى مرأى من الناس. فيصاب جميع المتفرجين بالدهشة والحيرة، ولا يجدون تفسيرا لذلك، وكذا أكله للزجاج، بالإضافة الى طعن بطنه بسكين طويلة، تغوص حتى مقبضها، ثم يقوم باستخراجها من دون أن يصاب بأي نزيف، ومن أراد التأكد من ذلك فليسأل أهل الذكر إن كان لا يعلم . ــ البيت الحمراء لها خصال ــ يمتاز أغلبية سكان عرش المويعدات المنتمين الى ثقافة وعادات وتقاليد العرب خصوصا والمسلمين عموما، بعدم الاستقرار والترحال، الدائمين، بين السفوح، والتلال، صيفا وضفاف الصحراء، شتاء، بحثا عن الجو الملائم، لمعيشتهم والكلأ، لماشيتهم ، وقد اتخذ سيدي نائل، كبير عروش مناطق السهوب سمة خاصة لخيمته متمثلة، في نسجها بأشرطة حمراء متناوبة، مع سوداء، وهي ميزة ما تزال مخلدة، الى يومنا هذا، وتعرف بها خيم أولاد نائل، وكل المناطق المحيطة بهم، إذ كان كل السكان، الذين يقطنون، من قصر البخاري شمالا وما جاورها ، حتى تخوم الصحراء، يعرفون بالبيت الحمراء، ومن هؤلاء عرش المويعدات، وهي بيت تحتوي على كل متطلبات الراحة، بدءا بالجزء المخصص للضيوف، وهو عبارة عن نصف الخيمة المقسمة طوليا بحنبل أوحولي أو حيال منسوج باليد، والنصف الباقي يفصل حسب حاجة كل أسرة، فإن كانت الأسرة كبيرة، قسمت البيت بستائر، تجعلها تضم عدة غرف، كالغرفة المخصصة للمؤونة، وأخرى لصاحب البيت، وثالثة لبقية الأبناء ، ناهيك عن الجزء الأهم، وهو غرفة الطبخ، التي عادة ما تكون في واجهة الخيمة، وذلك لضرورة أن يرى عابر السبيل نارالمطبخ مشتعلة، متقدا أوارها ، فيحل عندهم ضيفا مكرما معززا وهذا الاستقبال يشرف أصحاب البيت، ويتفاخرون به، ولا يبدون أي تضايق، لا سيما وقد أفردوا للضيف جناحا خاصا به، في خيمة منعزلة عن بيت المضيف، فستار الخيمة يبقى طوال اليوم مرفوعا، وذلك للدلالة على الكرم وحسن الاستقبال.أما عن تاريخ الخيمة الحمراء، فنجد أن تاريخ نشأة كل من البيتين الحمراء والسوداء والفرق بينهما ليس كما يقال، أن البيت الحمراء تعود الى أولاد نائل المنحدرين بدورهم من سلالة إدريس الأكبر، وأن السوداء ترجع لغيرأولاد نائل، أي الى الذين لا ينحدرون من سلالة شريفة، وهذه فيها أقوال، وتضاربات كثيرة . فمن أراد معرفة الفرق بينهما فما عليه إلا معرفة تاريخ اكتشاف الأصباغ، وأيهما كان الأول؟! ومما يستخرج كل من اللونين؟!أمن الأصواف ذاتها؟! أم من النباتات؟! وأية نباتات تعطينا ذلك اللون؟! وكيف يتم استخلاصه؟ وما اللون الأول الذي تم اكتشافه واستخدامه في صباغة الخيمة العربية في الجزيرة العربية ، ثم في بقية مناطق الفتوحات الإسلامية؟ وهل أن أصل اللونين عربي أم إفريقي ؟! أم أن اللون الأحمرعربي، بينما الأسود يعود للأفارقة ؟! من يدري ؟!!على كل هذه مسألة،لا تهم الأجيال الحالية كثيرا، وبأي شكل من الأشكال، فقد صارت في حكم الماضي، وإذا ما حاولنا البحث في هذا الأمر فما على السائلين إلا تقبل النكتة التي تفيد أنه ما دامت البيت السوداء، قد أخذت لونها من لون أستار الكعبة، فالحمراء تكون قد أخذت طيفها من دم شهداء بدر!!!)
ــ الزواج عندالمويعدات ــ
يتم الزواج عند أهالي المنطقة على أسس الشريعة الإسلامية ويمتاز بعادات وأعراف تميزه عن باقي المناطق ، فلا يمكن للرجل أن يرى خطيبته إلا بعد الدخول ، وذلك محافظة على شرفها وشرف عائلتها وهي عادة بطبيعة الحال مخالفة نوعا ما عما جاء به الإسلام ولكن نظرا للهجمات الاستعمارية التي توالت على الوطن الجزائري والتي كانت تهدف أول ما تهدف اليه محاولة القضاء على مقومات الأمة الإسلامية فعوضا من التمسك بالقيم الإسلامية النبيلة بالغ الأهالي في ذلك، حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه من غلو وإفراط، سواء فيما يتعلق بالمهر أو بما يتعلق بأساليب ومراسم الخطبة والزواج، ويتم الزواج بمراحل ثلاث : أولها الخطبة. وثانيها عقد القران.وثالثها الدخول.والزواج يتم وفقا لأعراف نبيلة تمليها طبعا العقيدة الإسلامية، ويتميز العرس بتزيين العروس بألبسة تقليدية وبتنقلها الى دار زوجها على الهودج المتمثل في بيت صغير يوضع على ظهر الجمل لكن، أين نحن الآن من ذلك التقليد،الآن أضحى الاتصال يتم عن طريق الهاتف المحمول، وفترة الخطبة قد تدوم سنوات للتعارف واكتشاف مزايا وعيوب الآخر، فأيهما أفضل في رأيكم أيها الأفاضل؟ثم تقام الأفراح وتدق الطبول وتذبح الشياه، ويقبل الضيوف فيخصص للرجال جناح وللنساء جناح آخر، وكثيرا ما تستعمل بعض العائلات الميسورة حلقات لما يسمى (العلفة) أي تسابق الفرسان وسباق الخيل، وإطلاق البارود، وكذا القيام بمختلف الألعاب الشعبية ، بالإضافة الى فرق الموسيقى المعروفة بالغايطة والبندير.
ــ التويزة عندالعرش المدلل ــ
ظاهرة التعاون عند الجزائريين عموما وعند المويعدات خصوصا ظاهرة متأصلة تمليها عليهم قيم أخلاقية نابعة من مباديء الدين الإسلامي الحنيف ، استجابة لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) فترى القوم يتسابقون لمساعدة بعضهم البعض في شتى المناسبات كعملية زج الصوف والحصاد وجمع الغلة وبناء المساكن الطوبية المسلحة بالتبن ، وتشييد المساجد، وإقامة الأعراس والتكافل الاجتماعي عند الملمات والمحن، وما تزال هذه الخصال الحميدة قائمة الى الآن، وبذلك فقد ضربوا أروع الأمثلة في توادهم وتعاونهم، وتراحمهم، ونرجو ألا تزول هذه العادات المحببة بحكم تفشي ظاهرة انفصال الأبناء عن الأباء، واعتناق فلسفة مبدأ الفردانية الوافد من الغرب أصلا، ومع الأسف فقد حلت محلها عادات أخر، لا تمت الى الأسرة العربية المعروفة بقيمها الأصيلة وعاداتها الحميدة بصلة.
ــ الكرم عندهم عنوان ــ
الكرم كما هو معروف شيمة أخلاقية حميدة وصفة انسانية نابعة من دوافع أخلاقية فطرية متأصلة في النفس البشرية وقد اشتهرالعربي بهذه الصفة السامية وتطبع عليها فظلت صفة الكرم جزءأ من حياته ووجوده ، وقد مثلت على مرالزمن جانبا كبيرا من حياة العرب الاجتماعية، فكانت دوما عاملا هاما في إبراز فضائلهم النفسية وصفاتهم العالية، هذه الصفة الجليلة ماتزال قائمة الى الآن، إن لم نقل قد ازدادت تأصلا ورسوخا، فكل أسرة من أسر عرش المويعدات حاليا لايمكن لها أن تقيم بيتا أو تبني منزلا إن لم تكن أوسع غرفة فيه آلا وهي دار الضياف، فإن قادتك قدماك يوما الى عرش المويعدات فلا تسأل عن الفندق أو الحمام أو المرقد، فكل بيوت العرش تحت تصرفك، ضيفا مكرما معززا، شرط أن تكون عارفا بما يحبون وما يثير كراهيتهم، فقد تكاد تقرأ في جباههم ذلك البيت الشعري المعروف الذي يقول :يا ضيفنا إن جئتنا لوجدتنا * نحن الضيوف وأنت رب المنزلوقد كتب بعضهم في واجهة باب منزله :آلا يادارلا يأتيـــك هم ولا * يكبـو بصاحبـك الزمـانفنعم الدارأنت لكل ضيف * إذا ما ضاق بالضيف المكانهذا ناهيك عن تلك الهدايا التي قد تظفر بها إن كنت تعرف من أين تؤكل الكتف، نعم الكتف، فالقوم لا يعرفون من ألوان الطعام إن كان الضيف ذا مكانة مرموقة، ويستحق التبجيل والتكريم، إلا ذبح الخراف وشواء لحومها على نار هادئة، لها مختصوها، وبطريقة لا تخلو من أسرار فن الطبخ والشواء، فإن كنت ممن يشتهون التلذذ بلحم الخروف الطري، الذي قد تغذى هو بدوره من أعشاب مختلفة ألوانها، فالأجدر لك أن تأكل عندهم، من أن تتناول لحم الطيور والغزلان، وتلوك ملاعق (الكافيار) في أفخم الفنادق، عديمة اللذة والاشتهاء، ولا نذكر لك تلك القصاع والجفان المسماة (فريحة) أي التي تفرح أفراد عائلتها، وكل من تقع عينه عليها.تلك القصاع والجفان المملوءة (بالكسكسي) المكللة بقطع اللحم والحوتة،والتي لا يقل وزن إحداها عن الرطل أبدا، فإذا بدأت تناول وجبتك فلن تستطيع التوقف عن التهام ما لذ وطاب من ذلك الطعام، إلا وقد امتلأت بطنك من غيرندم إطلاقا، ويسعدني في هذاالحديث عن تلك الأكلة الشعبية الجزائرية أن أنبه الى أن كلمة ( كسكسي) التي تتباهى بها كثير من العائلات الجزائرية أصلها وفصلها فرنسي محض،و ينبغي تعويضها بلفظ (الطعام) وهو الأقرب والأكثر شيوعا بمختلف المناطق الجزائرية ، والدليل على ما أقول: أن أحد المعمرين من ذوي المكانة المرموقة والمؤثرة في محيطه، كان قد نزل ضيفا عند جزائري، فقدمت له هذه الأكلة التي لم يرها قط في حياته، وبعدأن تناول قسطا منها وأعجبه طعمها، قال باللغة الفرنسية متسائلا عن ماهية هذا الغذاء ؟!Quest cequecest? فلم يجبه أحد، ربما لانعدام وجود مترجم، ثم ردد الشخص الذي طرح عليه السؤال، السؤال نفسه ، قائلا: (كسكسي) وهكذا صار يطلق على الطعام لفظ ( كسكسي ) والله أعلم.
ـ ـ ولهم في الطب التقليدي بصمات ــ
ففي الوقت الذي بلغ فيه الطب أرقى درجاته، هناك من يعتمد على الدواء التقليدي، المتمثل في النباتات والأعشاب، لما لها من فائدة، مما يجسد الصراع، القائم، بين الطب التقليدي، والطب المتطور، أو بالأحرى الصراع، بين التجديد والتقليد .وقد اتخذ المويعدات ، من الطبيعة، صيدلية لهم حيث وجدوا من النباتات دواء، لكل داء، وما لم يكتشف عندهم اليوم، فسيتم الفوز به غدا، وأدركوا أن هناك أعشابا، تتشابه في أشكالها، وألوانها بعضها نافع، وبعضها ضار، فكانوا ينتدبون لمن يقوم بجمعها وانتقائها أمهرالعارفين والعارفات بأسرار تلك الأعشاب والنباتات واشترطوا عليه أن يكون شديد الانتباه والحذر ولا يجمعها إلا من أماكن بعيدة، عن التلوث، وإذا غرس أحدهم بعضها في أرضه، وجب عليه أن يحتاط من الرش بالمبيدات، والأسمدة الكيماوية .أما جمعها، فيتم في ظروف معينة ، كزوال الندى والطل عنها ، ثم يقوم بتجفيفها في الظل، وبمكان نظيف تعلوه النسمات. اكتسب سكان البيرين، في هذا المجال خبرة كبيرة، ولا سيما ذلك الذي يستعملون فيه مختلف الأعشاب الطبية والنباتات، والتي تكثر بمنطقتهم، وهي الوصفة التي توارثوا استعمالاتها، أبا عن جد، بالإضافة الى مهارتهم، في جبر مختلف كسورالعظام ، ومن هذه الأعشاب، التي ماتزال صالحة، الى يومناهذا، ولا يستطيع من ألفوا استعمالها التخلي عنها، على الرغم من تقدم الطب وسهولة معالجة مختلف الأمراض المزمنة والعابرة، نذكرعلى سبيل المثال بعضا منها، دون الدعوة لاتخاذها وصفة، فقد يكون ضرها أكثر من نفعها لدى من لا يعرف خصائص الأعشاب الطبية معرفة كاملة :حب الرشاد : للتداوي من آلام المفاصل والتوائها ،الحبة الحلوة : ضد آلام عسر التبول ،الكمون الأبيض : لآلام الدماغ ،الشيح : يستعمل للضيقة ،القرنفل : لأوجاع الرأس وحبوب الجلد الكروية : لألام الصدر، التسلقة: لأوجاع القلب ، كما أنها تسهل عملية الوضع لدى المرأة الحامل ،الحلبة: لأوجاع القلب والسقم والتسمم ،الفيجل: لألام المعدة ومضاد للجروح وآلام القلب ،الحنتيت : لألام المعدة والأضراس، الفليو : يستعمل لدوران الدورة الدموية ،الكحل : لتنظيف وتطهير العين الشب : للسعال وأمراض الصدر العرعار : لأمراض الجهاز الهضمي وآلام البطن ،رأس الحانوت : لآلام البطن عند الأطفال ،الجرة السوداء : لتسويد شعر الرأس ، الثوم : للسكري وصعوبات التنفس ومقوي لعضلات القلب، ومخفف لوطأة السموم ومنق للدم والقائمة طويلة ومعروفة لدى عموم العائلات الجزائرية.
ـ الأغاني والأشعارالشعبية ــ
تتوفر مدينة البيرين على نخبة كبيرة من شعراء الملحون ، الذين خلدوا في أشعارهم وقصائدهم جل ما ذكرناه سابقا، من مدح وفخر وهجاء ، وقد ضاع أغلبه نظرا لعدم وجود من يهتم بتلك الأشعار والقصائد ما عدا بعض الأبيات المتناثرة هنا وهناك، والبيتان التاليان عينة من تلك الأشعارذات الأبعاد الوطنية الدالة على تشبث الناس بأوطانهم على الرغم من كل المغريات التي كانت تقدم إليهم في أرض الغربة فبمجرد ما يتعرضون لأبسط إهانة مهما كانت طفيفة وخفيفة يقلبون الطاولة وما عليها ويشدون الرحال عائدين إلى أرض الأجداد، يبدو أن صاحبهما غير معروف، وقد قال هذين البتين أثناء وجوده بفرنسا المحتلة لأرضه آنذاك ، حيث يصب فيهما جام غضبه عن تلك الأرض التي جعلته يعاني الأمرين من أشغال شاقة، وبعد عن الأهل والأقارب، فيلعنهم جميعا كبارا وصغارا ولا يستثني منهم سوى الصبيان الذين هم في القبور، فيقول : انروحو لبلادنا ما ردنا مــال * فيــلاج الغربة انـخلـــوه ورانــا يلعن جد بلادهم شايب وشباب * حاشا الصبيان اللي في الجبانة.(الجبانة باللهجة الجزائرية تعني:المقبرة..الفيلاج :القرية)

الدورة الكاملة للماء عبر الكون .


الاثنين، 1 يونيو 2009

الظلم الذي أنطق السمكة .

خرج سفيان في نزهة إلى أحد الأنهارالمجاورة لقريته، وأثناء تجواله على ضفة النهر، لفت انتباهه حركة غريبة، ظن في باديء الأمرأنها حركة ثعبان، وعندما اقترب من ذلك الشيء المتحرك، رأى سمكة كبيرة زرقاء اللون ، تتلوى في حركة سريعة، وتتخبط، كأنها تريد الصعود إلى السماء، وما أن اقترب منها حتى خاطبته :ما أظلمكم أيها البشر، تعتدون على من لا يعتدي عليكم....- أبدا..من الذي أخرجك من الماء أيتها السمكة الناطقة؟ ولماذا أراك تتخبطين يمينا ويسارا، كأنك مجنونة؟السمكة : لست بالمجنونة، أنا كما ترى، لم أعتدِ في حياتي على أحد منكم، فمنذ أن خلقني الله، وأنا أعيش داخل النهر سعيدة سعادة كبيرة ، ولكنكم أنتم من حاول قتلي ظلما وعدوانا.سفيان: حاولنا قتلك؟.. أبدا.. نحن نحبكم ، أيتها الأسماك.. ولكنك لم تجيبيني عن سبب خروجك من الماء؟السمكة : إن ماء النهرالذي كنت أعيش فيه، أصبح مليئا بمواد كيماوية قاتلة، روائحها كريهة جدا.. لم أستطع تحملها، فقد قاومت وقاومت، ومع ذلك كدت أختنق، فها أنا قد خرجت منه، لعل أحدا من الطييبين منكم، يستطيع إنقاذي، وذلك بإدخالي في كيس ماء نقي،أو في حوض منزلي، أقضي فيه بقية حياتي.سفيان: سأحاول أن أنقذك، ولكني أراك تشرفين على الموت، ولا كيس لدي الآن، ولا ماء نقيا.السمكة: حاول أن تجد حلا.. أسرع.. فإن لم تستطع.. ومت أنا، فأرجوكم أن تحموا من بقي منا حيا داخل النهر، مثل: أمي وأبي، وأخواتي، اللواتي تركتهن يكابدنا الموت المحتم، آه... على نهرنا الجميل، الذي لوثته نفايات ذلك المعمل اللعين..المعمل الذي أقامه صاحبه بجانب نهرنا النقي الصافي..سفيان: إن إقامة معمل كيماوي بالقرب من هذا النهرالجميل يعد ممنوعا وحراما، كما قال لنا معلمنا.السمكة : نحن لم نشتكِ منكم أبدا.. حينما تصطادوننا وتأكلوننا.. فلذلك السبب خلقنا الله .. تأكلون منا لحما طريا،أليس كذلك؟سفيان: بلى، ولكننا نحافظ عليكم، ولا نصطاد منكم إلا عندما نكون في حاجة إلى لحمكم.السمكة: ذلك ما لاحظناه من كل زملائك.. ولكن أن تتركونا نموت - هكذا- عذابا واختناقا.. فهذا ما لا نسامحكم فيه ، أيها البشرالظالمون.سفيان: أنا أعرف.. أن كل من يحس بأنه مظلوم ، يلجأ إلى محام ليدافع عنه ، وأنا سأعين لك محاميا للدفاع عنك، وعن زميلاتك ضد صاحب المعمل، فإذا متِ.. فسوف أعمل على بقاء زميلاتك على قيد الحياة - مكرمات - في محيط مائي نقي.. وخال من من كل تلوث.. هذا.. وعد مني.. الوداع، أيتها السمكة الناطقة المسكينة.يرجع سفيان مسرعا إلى قريته، ويقوم بتقديم شكوى مكتوبة إلى إحدى المحاميات، التي تتولى المرافعة في حق السمكة المسكينة، وأثناء انعقاد جلسة المحاكمة في قرية سفيان، تتولى محامية السمكة الدفاع عنها.. وتتلفظ أمام القاضي بعبارات قانونية محكمة، أخذتها من قانون حماية البيئة، حيرت سفيان كثيرا وتعجب من فصاحة المحامية ومن كلماتها المتناسقة.تقول المحامية نادية:السيد الرئيس: إن هذا الشخص الماثل أمامكم، قد أقام معملا له محاذيا للنهر، ولم يراع أثناء إنشائه لا شروط حماية البيئة ولاماء النهرالنقي.. فقد قام بتفريغ نفايات معمله، وصبها مباشرة فيه، وها هي النتيجة - سيدي الرئيس - لقد أحدث فعله غيرالقانوني كارثة بيئية حقيقية، وتسبب في موت مئات.. لا.. آلاف.. لا.. بل مئات الملايين من الأسماك الجميلة في منظرها، الشهية في طعم لحمها، الماهرة في سباحتها.. بالإضافة إلى كائنات حية أخرى، لم تقم المصالح المعنية بعد بإحصائها.. وها هي هذه السمكة المسكينة، قداختنقت.. ومن شدة غضبها وحزنها نطقت.. وها هي تخرج من محيطها الطبيعي مضطرة للدفاع عن بني جنسها..وعن ذلك النهرالجميل.. لقد شهد سفيان وفاتها، وحدثته عن أثرالظلم الذي لحق بهن جميعا.. وعن عدم قدرتهن على مقاومة سموم تلك النفايات.صاحب المعمل: سيدي الرئيس.. إن ما تدعيه السيدة المحامية لا أساس له من الصحة، إذ كيف يمكن معرفة إن كانت هذه السمكة قد ماتت بالفعل من جراء نفايات معملنا؟ أم لأسباب أخرى؟ فأنا أطالبه بتقديم الدليل.محامية السمكة: سيدي الرئيس..كل الدلائل تشيرإلى ذلك ، ومن بينها ما هو ضمن ملف الشكوى وها هو الدليل الجديد مكتوبا بين أيديكم.. لقد قمنا بإجراء تحليلات مخبرية لمياه النهر، وثبت علميا أن ما يحتويه الماء من ملوثات ناجم بالفعل عما يستخدمه هذا المعمل من مواد كيماوية ضارة بالبيئة.صاحب المعمل: إننا سيدي الرئيس.. نقوم دوريا بمراقبة نفاياتنا، ونتأكد من خلوها من كل ضررقد يلحق بالنهرأوبالبيئة.الرئيس: هل تملكون وثيقة قانونية سمحت لكم بإقامة معملكم بالقرب من النهر؟صاحب المعمل : لا .. سيدي الرئيس.. لم نتحصل على ذلك بعد.. وإننا ننوي الحصول على تلك الوثيقة في المستقبل،إن شاء الله.الرئيس: ترفع الجلسة للمداولة وإصدار الحكم.بعد هنيهة من الزمن ، يعود الرئيس فيجلس.. ويجلس الحاضرون معه.. بعد أن قاموا احتراما للمحكمة.. يخيم على قاعة المحكمة جو من الترقب والصمت والرهبة.الرئيس: حكمت المحكمة حضوريا وعلنيا على صاحب المعمل بتغريمه 10 آلاف دينار وبوجوب تحويل معمله ، ونقله وإبعاده عن النهر.. بمسافة تتجاوز ثلاث كيلومترات، ووجوب معالجة نفاياته محليا وعلميا، وذلك طبقا لنصوص قوانين حماية البيئة ، رفعت الجلسة.خرج سفيان ومحامي السمكة متعانقين والفرح يغمرهما بنجاح قضية السمكة، وبالحكم القاضي بتحويل المعمل وإبعاده عن النهر الجميل بمسافة كبيرة.________________________________________________________________

الأحد، 31 مايو 2009


وما نصرالله..إلا شيخا هاج من قمم..

ماذا بإمكانها أن تفعل اليوم دويلة الكيان الصهيوني ـ بعد أن تم تمريغ أنف صفوة الصفوة من جنودها في تراب قرى " بنت جبيل( هذه بنت فماذا لوكانت إبنا؟) ومارون الرأس ( مرفوعة الرأس أو ما رأوا الرأس ) وعيترون ( أي آية هارون ) وعيتا الشعب ( آيتا الشعب).. تلك القرى التي تربعت على عرش إحدى القمم المنيرة في تاريخ العرب والمسلمين.. كالأوراس وبوزقزة وفلاوسن وبوكحيل وجرجرة والبيبان في الجزائر.. وأم قصر.. في حرب الخليج الثالثة ـ بعد ثلاث وثلاثين يوما من الممانعة والمقاومة؟ أتعمد إلى ضرب لبنان برأسها النووي؟ فإن ارتكبت تلك الحماقة غيرالمحسوبة - حتى لو كانت قنبلة محلية محدودة- فقد تقضي على نفسها بنفسها.. من جراء انتشار الغبارالنووي في محيط المشرق العربي، أم تعترف بهزيمتها النكراء وقد شهد العالم بأسره، أنها لم تستطع منازلة أسود حزب الله في ميدان الوغى.. على الرغم من كل محاولات تنفيذ خطط جنرالاتها الذين ألفوا حصد نتائج نصرحروبهم العدوانية بواسطة قصف طيرانهم المتفوق والأعمى ..أليسوا هم أحفاد ماسو ولاكوست وبيجار في الجزائر هؤلاء الذين لم يفلحوا هم أيضا مع " الفلاقة " الذين لم يكونوا يملكون إلا الإيمان بعدالة قضيتهم؟لقد اكتسبت المقاومة اللبنانية الحرب.. وبكل المقاييس، الإعلامية والنفسية والعسكرية، فلا الانتقام من الأبرياء من الأطفال والنساء واللاجئين.. قانة الثانية وعيترون والقاع.. ولا التدمير الشامل للبنى التحتية للدولة اللبنانية بكاف، لاسترداد " شرف" جيش الكيان الصهيوني المنتهك عرضه.. والمفضوضة بكارته، من قبل جنود حزب الله .. ولا الكذب الممارس على شاشات قنوات العالم.. ولا الهدنة المؤقتة التاكتيكية ولا القصف الجوي المركز على البنى التحتية للاقتصاد والأحراش والأبرياء.. بقادرين على استعادة هيبة جيشها المدجج بأحدث أسلحة الدمارالأمريكية.. ولا الضغط الديبلوماسي المساند للعدوان على شعب أعزل، عار من أية تغطية أومقاومة جوية ردعية ومن أية مؤازرة لوجيستيكية عربية .. فلا طائرات تقلع من مطارات عواصم عربية.. حاملة المؤونة والذخيرة الحربية،.. بل إننا نرىعلى العكس من ذلك تماما، فحتى أقرب الناس إلى حزب الله والمقاومة اللبنانية دما وتاريخا ودينا ولغة، أضحوا إلى جانب المعتدي ، موفرين له غطاء سياسيا كافيا للاستمرار في عدوانه..وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * على المرء من وقع الحسام المهند.وكأني بالشيخ حسن نصر الله قد كان على دراية تامة، بتلك التصريحات والوقفات المخزية الصادرة عن بني جلدته.. وهو القائل قبل بدء المنازلة: لا نريد قلوبكم ولا مساندتكم ، فقط .." فكوا عنا " ومع ذلك لم يكتف هؤلاء - وغيرهم من الذين فضحتهم تصريحات القادة الصهاينة - بالصمت الذي كان العرب والمسلمون عموما منذ زمان ينددون به .. وقد أضحوا اليوم يحبذونه.. " فكوا عنا " يعني بالفصيح الشعبي دعونا وشأننا فنحن قادرون على " شقانا " وبعد أن أثبتت المقاومة نديتها وتفوقها على عدوها بضرب وتحطيم بارجتين حربيتين إسرائيليتين وتدمير أكثر من ثلاثين دبابة ومدرعة وحاملة جند وجرافة.. ها هي آلة الديبلوماسية تعمل عملها لسلب ومحاولة امتصاص نتائج النصر لتجريد المقاومة الإسلامية من كل ما يمكن أن يستثمر فيما بعد على مستوى الجبهات العربية النائمة ، تلك الجبهات التي رضيت بالهوان واختارت الاستسلام خيارا استراتيجيا.. تاركة قضيتها الأولى، فلسطين بين أحضان الصهاينة.. القضية التي ناضلت من أجلها سنين طويلة.. وتلقت من أجل تحرير جزء من أراضيها الهزيمة تلو الهزيمة.. لقد عبدت المقاومة اللبنانية اليوم سبيل التحرير ووضحت معالمه.. ولم يبق سوى فتح الأبواب لتحريرالأرض وصيانة العرض .. ألم يصبح المثل الشعبي الجزائري اليوم ذا جدوى كبيرة حين قال: ( خلطها تصفى ) ومن يرى غير ذلك سبيلا لعودة كرامة العرب والمسلمين فهو واهم.. والدليل هو دروس تاريخ الحروب عبر الخريطة الزمنية - أفقيا وعموديا- فاسألوا أهل فيتنام والجزائر يخبرونكم الخبراليقين، إن كنتم في شك مما يقول الكاتيوشا وخيبر1 و2 وزلزال.يأبى في هذا الشأن الشاعر الأخضر رحموني إلا أن يضع قذيفة موجهة توجيها فنيا على فوهة راجمة جزائرية وقد كتب على رأسها الأبيات التالية قائلا لحسن نصر الله:

لا تكترث بعتاب - النفط مرجفهم- * واللاهثين وراء الوهم والصنم

مثل البراميل تمشي في تبخترها * والقدس تشكو حصار الجوع والألم

الساكتون – مدى الأعوام – ياخجلا * نواب شعب تساق اليوم كالغنم

إني أرى النصر في كفي مقاومة * وفي سواعد شيخ هاج من " قمم"

وفي صدور تناجي الكون خاشعة * لخفقة القدر الضمـآن للـنـعم

وفي طيور أبابيل التي قصفت * يوم التحدي فصار النذل كالرمم

لا يُعرف اللحن إلا من بنادقنا * ومن حجارة طفل هب للحرم..

وما النصر إلا صبر ساعة ، فقد اكتسبت المقاومة اللبنانية الحرب.. ولا نقول المعركة.. حتى لو انهزمت في معارك تفاوضية جزئية ، أو خسرت جولة ثانية أو ثالثة - لا قدر الله - من جولات الحرب،هذه التي ماتزال رحاها تدور لحد الساعة . فالعز والمجد قد عرفا سبيلهما إلى مرابع العرب والمسلمين.. والعار والخزي الأبديين قد لحقا بالجيش الصهيوني الذي لا " يقهر" والبقية - إن شاء الله - أشد وأمر، فإذا فتحت الأبواب لجهاد العدو التاريخي وبكل الوسائل الممكنة، فسوف لن ينال من يلحق متأخرا من المجاهدين نصيبه من نتف جلود الصهاينة، حفدة القردة والخنازير.. أبعد كل الذي ارتكبوه في فلسطين ولبنان ما يزال البعض منا يقول أن هؤلاء اليهود هم أبناء عمومتنا.. وأنه يمكن التعايش معهم في سلام ؟ فوالله لوانتصرت الصهيونية العالمية هذه المرة على المقاومة فما عليكم أيها العرب والمسلمون إلا انتظارأن تأتيكم التعليمات من مجلس الأمن الأمريكي والكنيست الصهيوني لتغيير مناهج وبرامج منظوماتكم التربوية والتعليمية لتعليم أبنائكم اللغة العبرية غصبا عن أنوفكم مطالبينكم بوجوب تدريس أمجاد تاريخ اليهود.. وكيف أن الإسلام قد ظلمهم قبل أن يظلمهم الغرب..وأن الأرض العربية من محيطها إلى خليجها هي أرضهم وأرض أجدادهم بني قريضة وقينوقاع.. وقد كانوا فيما مضى يعيشون فيها.. وساعتها لا ينفعكم الندم، بل ترى المنبطحين منكم يسعون لاهثين من أجل تبوؤ المناصب في برلمانات صهيونية إقليمية في كل دويلة "عربية " تابعة للكنيست الأكبرفي القدس الشريف، واقتسام مداخيل الحج مع ( بقية مسلمين وعربا) بمكة المكرمة.. هذه التي أنشأها وأقام قواعدها إبراهيم عليه السلام الذي كان يهوديا - في نظرهم - وجعل المدينة المنورة معلما سياحيا مباحا للجميع.. يِؤمه شذاذ الآفاق من مختلف أصقاع العالم دونما تمييز عرقي أو ديني فهما إرث مشترك للبشرية جمعاء..حتى ولو لم يكونوا مسلمين.. أم أن ذلك يعد بعيد المنال ولا يمكن تنفيذه وتطبيقه؟ فمادامت القدس قد تم الاستحواذ عليها واتخاذها عاصمة أبدية للصهاينة ولم يستطع المسلمون استردادها على الرغم من كثرتهم وتعدد دولهم، فما المانع من الوصول إلى مكة المكرمة لاسيما والقابلية للتصهين والاستهواد ( التايهوديت) قد صارت متوفرة لدى المسلمين وبالشكل الكافي في ربوع الوطن العربي..تلك هي مهمة السرطان ولا مهمة له غيرها.ألم يقل الأطباء: أن خلية الورم السرطاني إذا ظهرت في موضع ما من جسد المريض، لا يمكن إزالتها أو القضاء عليها إلا بمحاصرتها أولا، وذلك للحؤولة دون امتدادها وانتشارها إلى بقية الأعضاء السليمة ، ثم مداومة عملية العلاج بصبر للقضاء عليها وبكل الإمكانات المتاحة ، فإن لم يتم اتباع تلك الطريقة الفعالة المجربة، فإن العلاج لا جدوى منه، فخلية السرطان الصهيونية قد امتدت ومنذ زمان إلى مختلف أنحاء الجسد العربي من محيطه إلى خليجه، بواسطة زرع سفاراته وممثليه الديبلوماسيين والتجاريين والثقافيين والمخابراتيين بحجة جدوى التطبيع والتعايش السلمي بين الشعوب وهي حيلة ذكية جدا استعان بها الصهاينة للتغلغل والامتداد داخل الخلايا الحية للأمة.. وأن الأمراض السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي نعاني من ويلاتها الآن كان وما يزال مصدرها ومنشأها تلك الخلية الخبيثة التي زرعت في أجسادنا منذ معركة خيبر وما تلاها من صراع ديني بين المسلمين واليهود..وهاهو الصراع يؤتي أكله متمثلا في الفاسدين منا.. وعلى كل المستويات، السياسية منها والفكرية والثقافية.. ألم يحن الوقت بعد للوقوف في وجه هذا الامتداد المتسارع لهذا الورم القاتل ؟ أم أنه ما زال فينا من يعتقد أنه يمكن التعايش في سلام مع هذا المرض الذي أضحى مزمنا وفتاكا، بعد أن قضى على أغلب أوردتنا الدفاقة وسد جريان شراييننا الحية.. وشل قدرة أعصابنا وصرنا خياليين عاطفيين..( لا إنتاج ولا تطور) وجعل لويحات دمنا وبقية خلايانا الحية تنقسم انقساما فوضويا..والدليل في رأينا تلك الحروب الطائفية والعشائرية واللغوية التي ماتزال تنخر جسد العالمين العربي والإسلامي منذ اتفاقيات سايكس بيكوالمشؤومة..فلولا بعض النجوم التي مايزال ألقها وهاجا من أمثال الظاهر بيبرس و قطز وجمال الدين الأفغاني وصلاح الدين الأيوبي وعبد الناصر وبومدين وصدام حسين وأخيرا وليس آخرا حسن نصر الله لقضي الأمرالذي ما زلنا فيه مختلفين.

عبدالقادربوميدونة

الجزائر